بصمات السراج المنير

بصمات إيمانية

random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

نبذة مختصرة عن ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها


نبذة مختصرة عن ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها

        الزوجة الثالثة 


                                                                           
نبذة مختصرة عن ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها

نبذة مختصرة عن ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها

                                  

Ms. Aisha may Allah be pleased with her

نبذة مختصرة عن ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها



اسمها وشرف نسبته

هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، زوج النبي ﷺ وأشهر نسائه

ولدت -رضي الله عنها- سنة تسع قبل الهجرة
كنيتها أم عبد الله، ولُقِّبت بالصِّدِّيقة، وعُرِفت بأم المؤمنين، وبالحميراء لغلبة البياض على لونها

وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية -رضي الله عنها- التي قال فيها رسول الله ﷺ "من أحب أن ينظر إلى امرأة من الحور العين، فلينظر إلى أم رومان" 


حال السيدة عائشة


ولدت عائشة رضي الله عنها في الإسلام ولم تدرك الجاهلية، فقد ولدت بعد البعثة بأربع سنين، وكانت من المتقدمين في إسلامهم؛

فقد روى البخاري ومسلم عن عروة بن الزبير أن عائشة زوج رسول الله ﷺ قالت: "لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين

عقد عليها الرسول ﷺ قبل الهجرة بسنة، ودخل علها بعد الهجرة بسنتين

مات عنها الرسول ﷺ وهي بنت ثمان عشرة سنة

ماتت وعمرها ست وستين سنة

حفظت القرآن الكريم في حياة الرسول ﷺ 
روت عن النبي ﷺ ألفي ومائة وعشرة أحاديث

 قال بن عباس رضي الله عنهما
 أنزل الله براءتك من فوق سبع سمواته فليس مسجد يُذكر الله فيه إلا وشأنك يُتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار 


 قصة زواجها من النبي  


الرؤيا المباركة 


قال الرسـول ﷺ   أُريتُـكِ -وهو يخاطب عائشـة- في المنام ثلاث ليالٍ ، جاءني بك الملك في سَرَقةٍ من حرير ، وهو الحرير الأبيض ، فيقول( هذه امرأتك ) فاكشف عن وجهك فإذا أنت هي ؟ فأقول  إن يكُ هذا من عند الله يُمضِهِ


 الخِطبة 


عندما ذكرت خولة بنت حكيـم لرسـول الله ﷺ اسم عائشة لتخطبها له ، تهلل وجهه الشريف لتحقق الرؤيا المباركة ، ولرباط المصاهـرة الذي سيقرب بينه وبين أحـب الناس إليه 

دخلت خولة الى بيت أبي بكر ، فوجدت أم عائشة رضي الله عنها فقالت لها
 ماذا أدخل الله عليكم من الخير و البركة ؟
قالت أم عائشة:  وما ذاك ؟
أجابت:  أرسلني رسول الله ﷺ أخطبُ له عائشة 
فقالت:  ودِدْتُ ، انتظري أبا بكر فإنه آتٍ 

وجاء أبو بكر فقالت له:  يا أبا بكر ، ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة ؟! أرسلني رسول الله ﷺ أخطبُ عائشـة  فذكر أبو بكر موضعـه من الرسـول ﷺ  وقال: ( وهل تصلح له ؟إنما هـي ابنة أخيه ؟) فرجعت خولة الى الرسول ﷺ فقالت له ذلك ، فقال ﷺ ارجعي إليه فقولي : أنت أخي في الإسلام ، وأنا أخوك ، وبنتك تصلحُ لي 

فذكرت ذلك لأبي بكر فقال: ( انتظريني حتى أرجع ) فذهب ليتحلل من عِدَةٍ للمطعم بن عدي ، كان ذكرها على ابنه ، فلما عاد أبو بكر قال: ( قد أذهبَ الله العِدَة التي كانت في نفسـه من عدِتِه التي وعدها إيّـاه ، ادْعي لي رسـول الله ﷺ ) فدعتْه وجاء ، فأنكحه ، فحصلت قرابة النسب بعد قرابة الدين 


 العروس المباركة 


وبعد أن هاجر الرسول ﷺ والمؤمنين الى المدينة ، وحين أتى الميعاد أسرع الأصحاب من الأنصار وزوجاتهم الى منزل الصديق حيث كانت تقوم فيه العروس المباركة  

فاجتمعت النسوة الى آل الصديق يهيئن العروس لتزفّ الى زوجها  سيد الخلق 

وبعد أن هيَّئْنَها وزفَفْنها ، دخلت ( أم الرومان ) أم عائشة بصحبة ابنتها العروس الى منزل الرسول ﷺ من دار أبي بكر ، و قالت 
( هؤلاء أهلك ، فبارك الله لك فيهنّ ، وبارك لهن فيك  

وتنقضي ليلة الزفاف في دار أبي بكر ( في بني الحارث بن الخزرج ) ثم يتحوّل رسول الله ﷺ بأهله الى البيت الجديد وهو حجرة من الحجرات التي شُيّدت حول المسجد

وقد تم الزواج الميمون في شوال سنة اثنين للهجرة

في بيت الصدق والإيمان ولدت، وفي أحضان والدَيْنِ كريمين من خيرة صحابة رسول الله ﷺ تربت، وعلى فضائل الدين العظيم وتعاليمه السمحة نشأت وترعرعت

فقد بقيت تلعب بعد زواجها فترة من الزمن

روي عنها أنها قالت: دخل عليَّ رسول الله ﷺ وأنا ألعب بالبنات، فقال: ما هذا يا عائشة؟ قلت: خيل سليمان. فضحك

أهم ملامح شخصية السيدة عائشة



الكرم والسخاء والزهد

أخرج ابن سعد من طريق أم درة قالت: أتيت السيدة عائشة رضي الله عنها بمائة ألف ففرقتها وهي يومئذ صائمة، فقلت لها: أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحمًا تفطرين عليه!! فقالت: لو كنت ذكرتني لفعلت 


العلم الغزير

فقد كان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض؛ 
قال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة رضي الله عنها من أفقه الناس، وأحسن الناس رأيًا في العامة 

قال أبو موسى الأشعري : ما أشكل علينا أصحاب محمد ﷺ حديث قَطُّ، فسألنا عنه عائشة -رضي الله عنها- إلا وجدنا عندها منه علمًا

وقال عروة بن الزبير بن العوام: ما رأيت أحدًا أعلم بالحلال والحرام، والعلم، والشعر، والطب من عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها


ذات مكانة خاصة

‏أخرج البخاري في صحيحه عن ‏أبي موسى الأشعري ‏أنه ‏قال: ‏قال رسول الله ﷺ "‏كَمُل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا ‏مريم بنت عمران، ‏وآسية امرأة فرعون، ‏وفضل ‏عائشة ‏على النساء كفضلالثريدعلى سائر الطعام 

وأخرج الإمام مسلم في صحيحه ‏عن ‏عائشة -رضي الله عنها- ‏أنها قالت: "كان الناس ‏‏يتحرّون ‏بهداياهم يوم ‏عائشة؛ ‏يبتغون ‏بذلك مرضاة رسول الله ﷺ 

وأخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ‏أبي سلمة أنه قال:‏ ‏إن ‏عائشة -رضي الله عنها- ‏قالت: ‏قال رسول الله ﷺ ‏يومًا: "‏يا ‏عائش، ‏هذا ‏جبريل ‏يقرئك السلام". فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى. تريد رسول الله ﷺ 

وعن مسروق قال: قالت لي عائشة رضي الله عنها: لقد رأيت جبريل واقفًا في حجرتي هذه على فرس ورسول الله ﷺ يناجيه، فلما دخل قلت: يا رسول الله، من هذا الذي رأيتك تناجيه؟ قال: "وهل رأيته؟" قلت: نعم. قال: "فبمن شبهته؟" قلت: بدحية الكلبي. قال: "لقد رأيت خيرًا كثيرًا، ذاك جبريل". قالت: فما لبثت إلا يسيرًا حتى قال: "يا عائشة، هذا جبريل يقرأ عليك السلام". قلت: وعليه السلام، جزاه الله من دخيلٍ خيرًا"ط

وعن هشام بن عروة عن أبيه قال: قالت لي عائشة: يابن أختي، قال لي رسول الله ﷺ ما يخفى عليَّ حين تغضبين ولا حين ترضين". فقلت: بمَ تعرف ذاك بأبي أنت وأم قا "أما حين ترضين فتقولين حين تحلفين: لا ورب محمد، وأما حين تغضبين فتقولين: لا ورب إبراهيم
 فقلت: صدقت يا رسول الله 


كنيتها رضي الله عنها

ذكر بن سعد في طبقاته عن عباد بن حمزة عن عائشة رضي الله عنها قالت : يا نبي الله ألا تكنيني ؟ فقال النبي ﷺ اكتني بابنك عبد الله بن الزبير ، فكانت تكن بأم عبد الله
                                                                                                                                                            

بعض المواقف في حياة السيدة عائشة


حادثة الإفك وبراءتها 


حديث الإفك خطير في مضمونه ومحتواه وأغراضه 
فمضمونه : العداء للإسلام والمسلمين  

و محتواه : قذف عرض النبي ﷺ وإشاعة مقالة السوء في أهله الأطهار  

و أغراضه : إكراه الرسول ﷺ والمهاجرين على الخروج من المدينة  

الحادثة 

في غزوة المصطلق سنة ست للهجرة ، تقول السيدة عائشة ( فلما فرغ الرسول ﷺ من سفره ذلك وجّه قافلا حتى إذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا فبات به بعض الليل ، ثم أذّن في الناس بالرحيل ، فارتحل الناس ، وخرجت لبعض حاجاتي وفي عنقي عقد لي ، فلما فرغت انسلّ من عنقي ولا أدري ، فلما رجعت الى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي فلم أجده ، وقد أخذ الناس في الرحيل ، فرجعت الى مكاني الذي ذهبت إليه ، فالتمسته حتى وجدته 

 وجاء القوم خلافي ، الذين كانوا يُرَحِّلون لي البعير ، وقد فرغوا من رحلته ، فأخذوا الهودج وهم يظنون أني فيه كما كنت أصنع ، فاحتملوه فشدوه على البعير ، ولم يشكوا أني فيه ، ثم أخذوا برأس البعير فانطلقوا به ، فرجعت الى العسكر وما فيه من داع ولا مجيب ، قد انطلق الناس فتلففت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني ، وعرفت أن لو قد افتقدت لرُجع إلي  

فوالله إني لمضطجعة إذ مر بي صفوان بن المعطّل السُّلَمي ، وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته ، فلم يبت مع الناس ، فرأى سوادي فأقبل حتى وقف علي ، وقد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب ، فلما رآني قال ( إنا لله وإنا إليه راجعون ، ظعينة رسول الله ﷺ وأنا متلففة في ثيابي 
قال ( ما خلّفك يرحمك الله ؟) فما كلمته ، ثم قرب البعير فقال ( اركبي ) واستأخر عني ، فركبت وأخذ برأس البعير فانطلق سريعاً يطلب الناس ، فوالله ما أدركنا الناس وما افتُقدت حتى أصبحت ، ونزل الناس ، فلما أطمأنوا طلع الرجل يقود بي ، فقال أهل الإفك ما قالوا ، فارتعج العسكر ، ووالله ما أعلم بشيء من ذلك  

مرض عائشة


وفي المدينة مرضت السيـدة عائشـة مرضاً شديداً ، ولم تعلم بالحديـث الذي وصل للرسـول ﷺ وأبويها ، إلا أنها قد أنكرت من الرسول ﷺ بعض لطفه بها ، وحين رأت جفائه لها استأذنت بالإنتقال الى أمها لتمرضها فأذن لها وبعد مرور بضع وعشرين ليلة خرجت مع أم مِسْطح بنت أبي رُهْم بن المطلب بن عبد مناف ، فعلمت بحديث الإفك ، وعادت الى البيت تبكي وقالت لأمها ( يغفر الله لك ، تحدّث الناس بما تحدّثوا به وبلغك ما بلغك ، ولا تذكرين لي من ذلك شيئاً 

قالت  أي بُنَيَّة خفِّضي الشأن ، فوالله قلّما كانت امرأة حسناء عند رجل يُحبها لها ضرائر إلا كثّرن وكثّر الناس عليها  


موقف الأوس والخزرج


وقد قام الرسول ﷺ في الناس يخطبهم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال ( أيها الناس ، ما بال رجال يؤذونني في أهلي ، ويقولون عليهم غير الحق ؟ والله ما علمت منهم إلا خيراً ، ويقولون ذلك لرجلِ والله ما علمت منه إلا خيراً ، وما دخل بيتاً من بيوتي إلا وهو معي 

 فلمّا قال رسول الله ﷺ تلك المقالة ، قال أسيْد بن حُضَيْر ( يا رسول الله ، إن يكونوا من الأوس نكفكهم ، وإن يكونوا من إخواننا من الخزرج فمُرْنا بأمرك ، فوالله إنهم لأهل أن تضرب أعناقهم 

فقام سعد بن عُبادة فقال ( كذبت لعمر الله لا تُضرَب أعناقهم ، أما والله ما قلت هذه المقالة إلا أنك قد عرفت أنهم من الخزرج ، ولو كانوا من قومك ما قلت هذا  

قال أسيد ( كذبت لعمر الله ، ولكنك منافق تجادل عن المنافقين ) وتساور الناس حتى كاد أن يكون بين هذين الحيّين من الأوس والخزرج شرّ ، ونزل الرسول ﷺ فدخل على عائشة 


الاستشارة


ودعا الرسول ﷺ علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما، فاستشارهما  

فأما أسامة فأثنى خيراً وقال ( يا رسول الله ، أهلك ، ولا نعلم عليهن إلا خيراً ، وهذا الكذب و الباطل 

 وأما علي فإنه قال ( يا رسول الله ، إنّ النساء لكثير ، وإنك لقادر على أن تستخلف ، وسلِ الجارية تصدُقك  

فدعا الرسول ﷺ ( بريرة ) ليسألها ، فقام إليها علي فضربها ضربا شديداً وهو يقول ( اصدقي رسول الله 
فقالت ( والله ما أعلم إلا خيراً ، وما كنت أعيب على عائشة إلا أني كنت أعجن عجيني ، فآمرها أن تحفظه فتنام عنه ، فيأتي الداجن فيأكله  


الرسول و عائشة


تقول السيدة عائشة رضي الله عنها ( ثم دخل علي رسول الله ﷺ وعندي أبواي ، وعندي امرأة من الأنصار ، وأنا أبكي وهي تبكي معي ، فجلس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ( يا عائشة ، إنه قد كان ما قد بلغك من قول الناس ، فاتّقي الله وإن كنت قارفت سوءاً مما يقول الناس فتوبي الى الله ، فإن الله يقبل التوبة من عباده 

قالت ( فوالله ما هو إلا أن قال ذلك ، فقلص دمعي ، حتى ما أحس منه شيئاً ، وانتظرت أبَوَيّ أن يجيبا عني رسول الله ﷺ فلم يتكلما فقلت لهما
( ألا تجيبان رسول الله ؟) فقالا لي ( والله ما ندري بماذا نجيبه  

قالت : فلما أن استعجما عليّ استعبرت فبكيت ثم قلت
 والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبداً ، والله إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس ، والله يعلم أنّي منه بريئة ، لأقولن ما لم يكن ، ولئن أنا أنكرت ما تقولون لا تُصدِّقونني ، ولكني أقول كما قال أبو يوسف
  فصبرٌ جميلٌ  المستعان على ما تصفون                                                                                                   


البراءة 


قالت السيدة عائشة ( فوالله ما بَرِحَ رسول الله ﷺ مجلسه حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه ، فسُجِّي بثوبه ، ووضِعت له وسادة من أدم تحت رأسه 

 فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رأيت ، فوالله ما فزعت كثيرا ولا باليت ، قد عرفت أني بريئة ، وإن الله غير ظالمي 

 وأما أبواي فوالذي نفس عائشة بيده ما سُرّيَ عن رسول الله ﷺ حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فَرَقاً أن يأتي من الله تحقيق ما قال الناس 

ثم سُرِّيَ عن رسول الله ﷺ فجلس وإنه ليتحدّر منه مثل الجُمان في يومٍ شاتٍ ، فجعل يمسح العرق عن جبينه

 ويقول ( أبشري يا عائشة ، فقد أنزل الله براءتـك ) فقالت ( بحمـد الله وذمّكم ) ثم خرج الى الناس فخطبهم ، وتلا عليهم ما أنزل اللـه عز وجل من القرآن سورة النور ( 11-19 ) وبدايتها

قال تعالى
"( إنَّ الذين جَاؤُوا بالإفكِ عُصْبَةُ منكم لا تحسبوه شراً لكم بلْ هو خيرُ لكم ، لكل امرىءٍ منهم ما اكتسبَ من الإثم والذي تولَّى كِبْرَهُ منهم له عذابٌ عظيمٌ ۞ لولا إذ سمعتُموه ظنَّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً  

إقامة الحد


ثم أمر الرسول ﷺ بمسطح بن أثاثة ، وحسان بن ثابت ، وحمنة بنت جحش وكانوا ممن أفصح بالفاحشة فضربوا


بعض المواقف في حياة السيدة عائشة 



اعتزال النبي ﷺ لنسائه

اعتزل النبي ﷺ نساءه شهراً ، وشاع الخبر أن النبي ﷺ قد طلّق نساءه ، ولم يكن أحد من الصحابة يجرؤ على الكلام معه في ذلك ، واستأذن عمر عدّة مرات للدخول على الرسول ﷺ فلم يؤذن له ثم ذهب ثالثة يستأذن في الدخول على الرسول ﷺ فأذِنَ له 

فدخل عمر رضي الله عنه والنبي ﷺ متكىء على حصير قد أثر في جنبه ، فقال عمر  أطلقت يا رسول الله نساءك ؟) فرفع ﷺ رأسه وقال ( لا) فقال عمر ( الله أكبر 

 ثم أخذ عمر وهو مسرور يهوّن على النبـي ﷺ ما لاقى من نسائـه ، فقال عمر ( الله أكبر ! لو رأيتنا يا رسـول اللـه وكنّا معشر قريش قوماً نغلِبُ النساء ، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلّمن من نسائهم ، فغضبتُ على امرأتي يوماً ، فإذا هي تراجعني ، فأنكرت أن تراجعني ، فقالت ( ما تُنْكِر أن راجعتك ؟ فوالله إن أزواج النبي ﷺ ليراجعْنَهُ ، وتهجره إحداهنّ اليوم الى الليل ) فقلت ( قد خاب من فعل ذلك منكنّ وخسِرَتْ ، أفتأمَنُ إحداكنّ أن يغضب الله عليها لغضب رسول الله ﷺ فإذاً هي قد هلكت ؟ فتبسّم رسول الله ﷺ 

فقال عمر رضي الله عنه ( يا رسول الله ، قد دخلت على حفصة فقلت " لا يغرنّك أن كانت جاريتك -يعني عائشة- هي أوْسَم وأحبُّ إلى رسول الله ﷺ منك ") فتبسّم الرسول ﷺ ثانية ، فاستأذن عمر -رضي الله عنه- بالجلوس فأذن له 

وكان ﷺ أقسم أن لا يدخل على نسائه شهراً من شدّة مَوْجدَتِهِ عليهنّ ، حتى عاتبه الله تعالى ونزلت هذه الآية في عائشة وحفصة رضي الله عنهما لأنهما البادئتان في مظاهرة النبي ﷺ والآية التي تليها في أمهات المؤمنين 

قال تعالى :( إِن تَتُوبَا إلى اللهِ فقد صَغَتْ قُلُوبُكُما وإن تَظَاهرا عَلَيه فإنّ اللهَ هوَ مَوْلاهُ وجِبريلُ وَصَالِحُ المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرٌ ۞ عسى رَبُّهُ إن طلَّقَكُنَّ أن يُبْدِلَهُ أزواجاً خَيْراً منكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانتاتٍ تائباتٍ عابداتٍ سائِحاتٍ ثَيَّباتٍ وأبكاراً ) سورة التحريم آية  4-5  

فما كان منهن وآيات الله تتلى على مسامعهن إلا أن قلنَ 
قال تعالى سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير  


موقعة الجمل


لم يكن يوم الجمل لعلي بن أبي طالب ، والسيدة عائشة ، وطلحة والزبير رضي الله عنهم قصد في القتال ، ولكن وقع الاقتتال بغير اختيارهم 

 وكان علي -رضي الله عنه- يوقر أم المؤمنين عائشة ويُجلّها فهو يقول ( إنها لزوجة نبينا ﷺ في الدنيا والآخرة 

 وكذا السيدة عائشة كانت تُجِلّ علياً و توقره ، فإنها -رضي الله عنها- حين خرجت ، لم تخرج لقتال ، وإنما خرجت بقصد الإصلاح بين المسلمين ، وظنّت أن في خروجها مصلحة للمسلمين ثم تبيـن لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى ، فكانـت إذا ذكرت خروجها تبكي حتى تبلّ خمارها 

فعندما أقبلت السيدة عائشة وبلغت مياه بني عامر ليلاً ، نبحت الكلاب ، فقالت

 أيُّ ماءٍ هذا ؟ قالوا ( ماء الحوْأب ) قالت ( ما أظنني إلا راجعة ) قال بعض من كان معها  بل تقدمين فيراك المسلمون ، فيُصلحُ الله ذات بينهم ) ق 

إن رسول الله ﷺ قال ذات يوم « كيف بإحداكُنّ تنبُحُ عليها كلاب الحَوْأب  

وبعـد أن انتهى القتال وقـف علي -رضي اللـه عنه- على خِباء عائشـة رضي الله عنها يلومها على مسيرها فقالت
 يا ابن أبي طالب ، ملكْتَ فأسْجِحْ -أي أحسن العفو  
 فجهَّزها الى المدينة وأعطاها اثني عشر ألفاً -رضي الله عنهم أجمعين


نصيحتها لمعاوية 


لمّا قدِم معاوية المدينة يريد الحج دخل على أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ومولاها ذكوان أبو عامر عندها فقالت له عائشة ( أمِنتَ أن أخبِّىء لك رجلاً يقتلك بقتلك أخي محمداً ؟ قال معاوية ( صدقتِ ) فكلّمها معاوية فلمّا قضى كلامه ، تشهدت عائشة ثم ذكرت ما بعث الله به نبيه من الهدى ودين الحق ، والذي سنّ الخلفاء بعده ، وحضّتْ معاوية على اتباع أمرهم ، فقالت في ذلك ، فلم تترِك 

فلمّا قضت مقالتها قال لها معاوية ( أنتِ والله العالمة بأمر رسول الله ﷺ المناصحة المشفقة ، البليغة الموعظة ، حَضَضْتِ على الخير وأمرت به ، ولم تأمرينا إلا بالذي هو لنا  وأنتِ أهلٌ أن تطاعي ) فتكلّمت هي ومعاوية كلاماً كثي

فلمّا قدم معاوية اتكأ على ذكوان ، قال ( والله ما سمعت خطيباً ليس رسول الله ﷺ أبلغ من عائشة 

حبيبة الحبيب


قالت السيدة عائشة رضي الله عنها لرسول الله ﷺ 

يا رسول الله ، كيف حبّك لي ؟ قال ﷺ  كعقد الحبل 

فكانت تقول له ( كيف العُقدةُ يا رسول الله ؟) فيقول ( هي على حالها  

كما أن فاطمة -رضي الله عنها- ذهبت الى رسول الله ﷺ تذكر عائشة عنده فقال
( يا بُنية : حبيبة أبيك  

قال ابن عباس -رضي الله عنهما- لأم المؤمنين عائشة ( كنتِ أحبَّ نساء النبي ﷺ إليه ، ولم يكن رسول الله ﷺ يُحبُّ إلا طيّباً 

وقال( هلكت قلادتُك بالأبواء ، فأصبح رسول الله ﷺ يلتقطها فلم يجدوا ماءً  
فأنزل الله عزّ وجل: { فتيمموا صعيداً طيباً 
فكان ذلك بسببكِ وبركتك ما أنزل الله تعالى لهذه الأمة من الرخصة

وقال ( وأنزل الله براءتك من فوق سبع سمواته ، فليس مسجد يُذكر الله فيه إلاّ وشأنك يُتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار  

 فقالت ( يا ابن عباس دعني منك ومن تزكيتك ، فوالله لوددت أني كنت نسياً مِنسياً 


زهدها 


قال عروة رضي الله عنه ( أن معاوية بعث الى عائشة -رضي الله عنها- بمائة ألف ، فوالله ما غابت الشمس عن ذلك اليوم حتى فرّقتها 
قالت لها مولاتها ( لو اشتريت لنا من هذه الدراهم بدرهمٍ لحماً 
فقالت ( لو قلت قبل أن أفرقها لفعلت  

فضلها العلمي


كانت السيدة عائشة صغيرة السن حين صحبت الرسول ﷺ ، وهذا السن يكون الإنسان فيه أفرغ بالا ، وأشد استعداداً لتلقي العلم ، وقد كانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- متوقدة الذهن ، نيّرة الفكر ، شديدة الملاحظة ، فهي وإن كانت صغيرة السن كانت كبيرة العقل

 قال الإمام الزهري ( لو جمع علم عائشة الى علم جميع أمهات المؤمنين ، وعلم جميع النساء ، لكان علم عائشة أفضل  

وقال أبو موسى الأشعري ( ما أشكل علينا أمرٌ فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علماً 

وكان عروة يقول للسيدة عائشة ( يا أمتاه لا أعجب من فقهك ؟ أقول زوجة رسول الله ﷺ وابنة أبي بكر ، ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام العرب ، أقول بنية أبي بكر -وكان أعلم الناس- ولكن أعجب من علمك بالطب فكيف هو ؟ ومن أين هو ؟ وما هو ؟) قال : فضربت على منكبي ثم قالت ( أيْ عُريّة -تصغير عروة وكانت خالته- إنّ رسول الله ﷺ كان يسقم في آخر عمره ، فكانت تقدم عليه الوفود من كل وجه فتنعت له فكنت أعالجه  فمن ثَمّ


أثر السيدة عائشة في الآخرين


 من أبلغ أثرها في الآخرين أنها رضي الله عنها روى عنها مائتان وتسعة وتسعون من الصحابة والتابعين أحاديثَ الرسول ﷺ 


السيدة عائشة والتعليم


من الحقائق التاريخية الثابتة أن صحابة رسول الله ﷺ قد انتشروا في مختلف أرجاء العالم وشتى البلدان بعد النبي ﷺ للقيام بواجب التعليم والدعوة والإرشاد، وكان بلد الله الحرام والطائف والبحرين واليمن والشام ومصر والكوفة والبصرة وغيرها من المدن الكبار مقرًّا لهؤلاء الطائفة المباركة من الصحابة

 وكانت المدينة المنورة حينذاك محتضنة عدة مدارس علمية ودينية يشرف عليها كل من أبي هريرة وابن عباس و زيد بن ثابت، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين  

غير أن أعظم مدرسة شهدتها المدينة المنورة في ذلك الوقت هي زاوية المسجد النبوي التي كانت قريبة من الحجرة النبوية وملاصقة لمسكن زوج النبي ﷺ كانت هذه المدرسة مثابة للناس، يقصدونها متعلمين ومستفتين حتى غدت أول مدارس الإسلام وأعظمها أثرًا في تاريخ الفكر الإسلامي، ومعلِّمة هذه المدرسة كانت أم المؤمنين رضي الله عنها 

هذا وقد تخرج في مدرسة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عددٌ كبير من سادة العلماء ومشاهير التابعين، ومسند الإمام أحمد بن حنبل يضم في طياته أكبر عدد من مروياتها رضي الله عنها


السيدة عائشة رضي الله عنها والإفتاء
قضت السيدة عائشة رضي الله عنها بقية عمرها بعد وفاة النبي ﷺ كمرجع أساسي للسائلين والمستفتين، وقدوة يُقتدى بها في سائر المجالات والشئون، وقد كان الأكابر من أصحاب رسول الله ﷺ ومشيختهم يسألونها ويستفتونها 


السيدة عائشة تفتي في عهد الخلفاء الراشدين 
كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها 

قد استقلت بالفتوى وحازت على هذا المنصب الجليل المبارك منذ وفاة النبي ﷺ ، وأصبحت مرجع السائلين ومأوى المسترشدين، وبقيت على هذا المنصب في زمن الخلفاء كلهم إلى أن وافاها الأجل 


بعض الأحاديث التي نقلتها السيدة عائشة عن المصطفى

أخرج البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ -رضي الله عنها- أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ  سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي، وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَ قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلاً فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ". قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ، وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا 

وأخرج أيضًا عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا أَمَرَهُمْ أَمَرَهُمْ مِنْ الأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ. قَالُوا: إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا

                                                                                                                                             
من كلمات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها 
 أخرج ابن سعد عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت حين حضرتها الوفاة: يا ليتني لم أخلق، يا ليتني كنت شجرة أسبِّح، وأقضي ما عليَّ 


متى توفيت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؟

قيل: إنها توفيت سنة ثمانٍ وخمسين من الهجرة ، ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان

أمرت أن تدفن ليلاً، فدفنت بعد الوتر بالبقيع، وصلى عليها أبو هريرة 

 ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير، والقاسم بن محمد، وعبد الله بن محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين

🌹اللهم صل وسلم على محمد
         وعلى اله وصحبه
             أجمعين

عن الكاتب

Yousra saad

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

بصمات السراج المنير